حلمٌ مسافر طاف في عيني واستدار ببريق لؤلؤٍ أرجواني وسكب عطر أقحوان كالعشب الأخضر أرى محياك بازدهار بِنحتٍ فرعوني كودَقٍ هاطل من مقل السماء ، على وجناتٍ تبحث في الفضاء عن مدار أعانق الاسفنج كي أعصر الشوق وأحلب حساء المرار اِدْنو مني لاسمعك أغنيتي ، فمازال شبح الانهيار يلاحق الأستار على نافذة الانكسار أحنّ لأنامل سرمدية ومقل تسكن وجهي وتتخذه دار أحن لطيفك يارفيقي حين يكفن عين السهاد ، فأوراقك مازالت تنمو في ربيعي وورودك تنْحت من يأسي أملا رنين صوتك يجلي من نفسي الكمد والغبار مازلت أراك في كل الوجوه والصور ، أرسمك وأرسمني على صفحات الجدار أرتل كتاب الاخلاص على رنين خلاخل أزمنة القفار أبعث لمواسم عينيك يارفيقي تسعٌ وتسعون قبلة ويزيدون بأعشار ، فحندرة العين لبريق وجهك تشتاق مازلت أحتفظ بأوراق الخريف في بستان يبسته الأيام على جيد روحك يارفيقي سأبني أعشاشا للطير ينام على ايقاع موسيقى الانتظار تبكيك الزوايا ويحن لك متكأ الانهيار ، أفتقد سؤلك عني ، أفتقد ذاك الكتاب الذي خططنا به ذكريات الزمان . دلّني يارفيقي كيف أنجو من هذا الحصار ! خذني لعالم لا يعرف في الوجوه بوار ، لعالم ملائكي لا يسكنه الأشرار . مدّ لي أياديك البيضاء واخمد قوارير شوق أشعلت في جوفي النار أخبرني عن حالك .. كيف تقنط أيامك ! وكيف بدوني هو النهار ! أليلكَ تسطع فيه الأقمار ! أم هو بهيم بقطع أستار السواد ! هل تشدو العصافير كشدونا أم أن أعشاشها أصابها الدمار ! أيّ ذكرى تحمل لي ! وأي بريق يومض خفية بجوفك! لوّح للسحاب والغمام يارفيقي وابعث ابتسامة الأمل فإني أشعر برحيل السراب ، أشتم عبق اللقاء . جدّف في بحر مديد ليس له قرار ، ستهطل الأشواق حتمًا قبل هطول الأمطار هيا ياصديقي … لوّن الحياة مجددا ، وحطّم مشيمة الحرمان فسنشعل النار خلف سنين القفار