كيف لا يعلم تأويل القرآن إلا الله سبحانه..!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،،

لم يكن القرآن ليشبه شيء غيره من الكلام ، ليس بالمفردات طبعا التي كان ولا
زال ينطق بها الناس ، بل بنظمه وبيانه وبما اشتمل عليه الكتاب العزيز من
الحق الذي لا ريب فيه ، وهو بلا شك العلم الكامل لما يحتاجه الناس في الدين
و الدنيا ، وهو العلم المعجز من الرحمن سبحانه لكل زمان و مكان ، حيث لا
نبيئ بعدما نزل فيه من الحق وسيبقى للناس تفصيلا لكل شيء كما قال العزيز
الحكيم.. وذلك حتى تقوم الساعة..

وحيث لم يكن القرآن (ليحتاج إلى مترجم أو مفسر لنقص في بيانه ) وقد نزل بالحق ليكون للناس تفصيلا لكل شيء وهو بلسان عربي مبين.!
لذلك فلا ترجمة ولا ترجمان للقرآن لأنه هو البيان وبلسان عربي مبين ، كما
قال المولى سبحانه ولا يمكن حصر معاني كلمات الله سبحانه في كتابه العظيم
(التي لا تنفد ولا ينتهي مدادها كما بين الرحمن فيه ) ، بتفسير محدد أو
بفهم مؤقت ، بل هو ميسر لكل إنسان يطلب الحق و مفهوم معقول لكل إنسان يسمعه
أو يتلو آياته في أي وقت وفي أي ظرف حتى لو كان من المشركين..

ومن يقدس كتاب الله سبحانه سوف يسهل عليه استيعاب هذا الإعجاز في صفة
القرآن بسهولة تامة ( لأنه سينطلق من مفهوم أن الله على كل شيء قدير وهو
الحكيم العليم فيستوعب أن صفة وفعل كلماته سبحانه التي في كتابه الحكيم
تختلف عن صفة أي كلمات دونها ، لأنها قد جمعت الحكمة المطلقة و البيان
التام مع التفصيل لكل شيء ( كما نبأ بذلك الرحمن الرحيم ) ، وسيفقه ما أشرت
إليه من صفات مجردة لا تكون لكتاب غير القرآن (كتاب الله العظيم) ويؤمن
بتلك الصفات مع إيمانه أن الكتاب منزل من أحكم الحاكمين وفي مضمونه هو (
كلام الإله ) رب العالمين سبحانه..

ولكنه أي ذلك الكتاب مع بيانه وما أشرت إليه، لا يعلم تأويله إلا الله سبحانه..
فكيف يكون ذلك مع أن القرآن تفصيل لكل شيء.؟!

وما هو معنى قول الرحمن سبحانه في الآية 7 من آل عمران :
( وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا... )
وما هو التأويل إذا كان القرآن ميسر ومفهوم و آياته بينات..

الجواب هو كما يلي :

التأويل في كلام العرب له معنيان حسب موقعه في الجملة وهما كما يلي :

التأويل من الأول : وهو فعله الذي يبدأ به أو يحدثه ، وتأويل الرحمن سبحانه
(مطلق) ، أي هو الذي أولَ كل شيء فجعله أول ما خلق .. لأنه الأول على
الإطلاق فتأويله سبحانه يكون ( كبدء الخلق ) أو تكوين الخلية الأولى التي
ينشأ منها الإنسان في الرحم ، أو الكائن الحي أو بذرة النبات أو تأليف مادة
أو طاقة...

والتأويل الثاني : هو الموئل أو المئال ، أي ما يؤول إليه الأمر حتما.. و
المئال ليس مثل ( المعاد ) ولا ( كالعاقبة ) فلكل اسم معنى يدل على شيء
ويختص به ، فالموئل هو النهاية الحتمية لكل شيء حيث يجب أن يكون لكل شيء
نهاية يلزمه الإنتهاء إليها بعد أن ينتهي الفعل ومعاده و عاقبته..
والعرب تصف مستقر مياه السيل بالموئل ، لأن مياه السيل جارية ولكنها حتما ستنتهي إلى مستقر لن تجري إلى غيره،،

مثال :
عندما نزرع صاعا من القمح فينتج عنه 100 صاع (فيكون الناتج من القمح هو
معاد ذلك الصاع ) فإذا تصدقنا بربع الناتج وبعنا ربعا و أكلنا ربعا و زرعنا
الباقي ( سيكون ذلك العمل عاقبة صاع القمح الأول ) اي طعام و مال وعمل خير
وأكثر قمحا ..
ولكن لم ينتهي صاع القمح إلى موئله إلى الآن..
فالصدقة لها معاد و المال أيضا له مصير و كمية القمح الباقية لها احتمالات كثيرة..

ولكن مع هذا كله فالأمر لا بد أن يكون له موئلا ينتهي إليه كل شيء..

فذلك مثال لمعنى ما يؤول إليه الأمر..

ولو أكل رجل صاع القمح ثم مات فالموئل للقمح هو ما انتهى إليه في جسد ذلك الميت المدفون حسب الظاهر..

قال الرحمن سبحانه :
( وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُم بِمَا كَسَبُوا
لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَل لَّهُم مَّوْعِدٌ لَّن يَجِدُوا مِن
دُونِهِ مَوْئِلاً ) الكهف
فلن ينتهي أمرهم حتما إلى غير الموعد الحق الذي وعد الله سبحانه ولن يكون هناك موئلا غيره..

وبناء على ذلك فإن تأويل القرآن المجيد لا يعلمه إلا الله وبناء عليه لا
يقف مداد كلمات الله في القرآن الكريم عند فهم أحد من الناس..
وذلك لأن ( القرآن العظيم ) حقا عظيم و حكيم فلننظر إلى قول الله سبحانه :

( خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى
النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ
وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ
الْغَفَّارُ ) الزمر

ففي تفاسير الأولين جاء الفهم على أن الآية تدل على إعادة الليل و النهار
وتسخير الشمس والقمر ، بينما في فهمنا اليوم تدل الآية على أن الأرض
كروية..
وهي تدل على ذلك من قبل ولكن لم يستنبط أحد من المفسرين أو فقهاء المسلمين
هذا النبأ مع أنه جلي لمن يتدبر الآية ولننظر معا الى التالي :

أشعة الشمس تتكور على الأرض فيكون النهار و يسبقه الليل بنفس الطريقة إذاً ليس فقط أحدهما يتكور لصفة خاصة فيه..!
وإذا كان الظلام و النور بنفس الفعل على نفس الشيء فحتما ذلك الشيء على شكل الكرة..

ولماذا حتما.. لأن النور يمتد على الجسم الممتد وكذلك الظل والظلام و يتقوس
على القوس... كما أن ذكر تسخير الشمس و القمر والجمع في الآية مع الأرض بـ
( كُلٌّ ) في الجريان يدل على الإشتراك في الفعل و الشكل .. والشمس والقمر
كما نراهما مكوران..

إذاً الآية تدل على تكوير الأرض مع قليل من التدبر ، ولكن كثير من الفقهاء
حرموا المسلمين وحرموا أنفسهم من تدبر آيات القرآن كما يجب.! وحرموا انفسهم
وطلاب العلم من استنباط العلوم الكونية و الفوائد الجمة من القرآن
المجيد..
لعدم فهمهم لمعنى أن لكلمات الرحمن في القرآن الحكيم ( مداد أعظم مما تخطه
الأقلام التي توفرها أشجار الأرض كافة لما تمد من البحار السبعة ) فسبحان
الله العظيم منزل الكتاب العزيز الحكيم.. وذلك لتقصيرهم في البحث العلمي و
توقفهم على النقل.! وتوقيفهم لمعاني القرآن العظيم عند مفاهيم المجتهدين من
المفسرين الأولين وما وصل إليه مبلغهم من العلم..!

قال الرحمن سبحانه:
(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ...) من الآية 88 النمل

جاء في بعض التفاسير ( مع الجراءة على تأويل كلام الله سبحانه ) أن مرور
الجبال يكون يوم الحساب والله سبحانه يعقب في نفس الآية: ( صُنْعَ اللَّهِ
الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ ) مما
يدل على أن النبأ عن اتقان صنع الله سبحانه لما يراه الناس في حياتهم
الدنيا..!

و مع أن قول الله سبحانه :
(وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً ) ينبأ
بأن لا جبال يوم القيامة تمر مر السحاب بل هي كالعهن..! إلا أن البعض لا
يزال يجعل من بعض كتب التفسير مرجعا لا جدال فيه لمعاني القرآن العظيم..!
ولا يتعامل معها كباحث فيما يجد عن الناس ويبحث عن الحق ليتبعه..!

كما أننا نجد في بعض التفاسير تأويلا.! يذهب بعيدا عن المعنى الحق ويأتي
بشيء لم يرد في الآية ( كتأويل وقوع الحدث الغير مفهوم للمفسر في يوم
القيامة ) ولا يزال ذلك التفسير ينظر إليه بإحترام شديد لأنه في كتاب مزك
من بعض العلماء الثقاة..

و المؤسف أن من لا يعلم بعض الأمور في القرآن الحكيم من بعض العلماء و
الفقهاء والمفسرين لا يقف ويقول لا أعلم ( خشية الظهور بنقص العلم ) ،
ليتدبر الأمر غيرهم من علماء الفلك ويكتشفوا من مرور الجبال دوران الأرض
ويربطوا السرعة بمستوى ارتفاع السحاب .. بل يتجرأوا على التأويل الذي لا
يعلمه إلا الله سبحانه ويحرموا أنفسهم من الخير و يحرموا الأمة من الإكتشاف
والسبق بالعلم..
(ان كانوا قد ادعوا ما نجده في التفاسير من التأويل فعلا ولم يدس ذلك في كتب التفسير )

وأخيرا هل يمكن أن يكون ما أشرت إليه هو كل ما تعنيه وما تؤول إليه الآيات..؟!

كلا ولاشك لأن معاني القرآن عظيمة فعلا و لا يعلم تأويله إلا الله سبحانه..
فلا يقف محتوى كلماته عند فهم أعلم إنسان من البشر.. ولا ينتهي معناه إلا
لما يعلمه الله وحده لا شريك له..

ودعوتي هي ( متى نتوقف عن ظلمنا لأنفسنا و إلى متى سيبقى فينا تقديس مذهب العالم أو الفقيه..! )
وإلى متى نحرم الخير بما كسبت أيدينا ( من حصر فهم القرآن فيما فهمه إنسان نحبه في الله ..!)

...إلى متى نظلم أنفسنا ونظلم الأمة بتقديس غير كتاب الله سبحانه..؟!

وفوق كل ذي علم عليم

والحمد لله رب العالمين..

تسلم يا غالى

موضوع رائع تقبل مروري

.., رآئع ,,
يسلموو يآغ ـآلي ..
تحيآتي
♥ ♥

تسلم على الموضوع الجميل

شكرا جدا على الموضوع الجميل
لا حرمنا الله من مشاركاتك الرائعه

.., مًوِضـوُعـ ـرآآئٍع
تْسَلمُ يآغ ـآلًيْ ..
لآ حِرْمَانٌ مِنْ جَدِيدَكـ
تـ~ـحـ~ـاتـ~ـيd7i@1

بالطبع كل مسلم يحترم ويقدس القران اكثر من اي كتاب اخر لانه كلام الله

{{{تسلم على الموضوع الرائع}}}
موضوع رائع كيف لا يعلم تأويل القرآن إلا الله سبحانه..! 25936_01300761717

|

مجهودات قيمة كيف لا يعلم تأويل القرآن إلا الله سبحانه..! 25936_01300761717

|

تستحق التهاني
كيف لا يعلم تأويل القرآن إلا الله سبحانه..! 25936_01300761717

واصل و لاتحرمن من جديدك كيف لا يعلم تأويل القرآن إلا الله سبحانه..! 25936_01300761717

اللهم يجعلها في ميزان حسناتك كيف لا يعلم تأويل القرآن إلا الله سبحانه..! 25936_01300761717

تحياتي موجهة لك من طرف كيف لا يعلم تأويل القرآن إلا الله سبحانه..! 25936_01300761717

gta_cena كيف لا يعلم تأويل القرآن إلا الله سبحانه..! 25936_01300761717

يعطيك العافيه على الموضوع

رإئع جدإ

ثإإنكسس,َ

جزاك الله كل خير

آهلآً پگ آخي آلحپيپ ...

نشگرگ على آلموضوع

پآرگ آلله فيگ ,, ووآصل نشآطگ [
كيف لا يعلم تأويل القرآن إلا الله سبحانه..! 253030401

]

كيف لا يعلم تأويل القرآن إلا الله سبحانه..! 1454454920

» أخاف الذي يعلم السر
» أُبيُّ بن كعب رضي الله عنه أقرؤهم لكتاب الله
» الحيوان فى القرآن
» الصداقة فى القرآن
» المخلوقات الفضائية فى القرآن